بالأمس لما أردتُ البحثُ في الشبكة العنكبوتية عن الحضارة الهندية و الصينية بقصد التحضير لإحدى المساقات التي آخذها وذلك قبيل موعد المساق بنصف ساعة ^^ .. المهم هناكَ شيء لفتَ انتباهي أثناء القراءة، و جلستُ أفكر فيه كثيرًا. قرأتُ أن الحضارة الصينية هي أقل الحضارات الصينية تأثرًا بغيرها من الثقافات و الحضارات الأخرى. قد يكون البعد الجغرافي عن بقية الحضارات أحد الأسباب؛ ذلك لأن أغلب الحضارات الأخرى كانت قريبة من بعضها جغرافيًا و إن تباعد الزمن واختلف، لكن الحضارة الصينية أيضًا كانت منغلقة أكثـر عن غيرها، لم تكن تقبل كل ما يأتي من الخارج بل أغلبه يُرفض تمامًا.اللافت للنظر الدروس المستفادة من تجربة الصين، و من أهمها نقطة واحدة، و التي من أجلها أكتب هذه الأسطر الآن، و هي الانغلاق من الناحية الثقافية داخليًا. فالأمة حتى تنجح في تقوية حضارتها و دفعها للازدهار عليها أن تقلل تأثير أي ثقافة أخرى خارجية حتى لا تترك -هذه الأخيرة- أثرًا أو بصمة غريبة في المجتمع و من ثم لتتحلل هذه الفكرة الدخيلة و تتدخل في نسيج مجتمعاتنا لتتصبغ بعد ذلك بصبغتها و تصبح مألوفة للناس ليعتادوا على ممارستها، و كأنها منهم.لا يعني ذلك بالضرورة رفض كل الأشياء و الأفكار، ولكن لابد أن يكون هناكَ نوع من النقاء في الثقافة و الأفكار و المعتقدات، حتى ترسخ الثقافة في الذهن بكل ما تضمه من عناصر. فأحيانًا المريض يُعزل عن النـّـاس حتى يُشفى ليعود بعد ذلك مزاولة نشاطه الاجتماعي مع الآخرين.
و الكثيرون ربما يرفضون فكرة الانغلاق هذه إن طبقناها الآن في هذا العصر المصطبَغ بالعولمة، ولكنه لنستعيد ونتمسك بما في حضارتنا من قيم و مبادئ وتعاليم. كيف لنا أن نفعل ذلك و نحن في كل يوم نستقبل أفكار الآخرين المتنقاضة مع ديننا و ثقافتنا.. من وسائل عديدة حولنا !طبعًا أن نمنع أنفسنا منعًا باتًا من دخول أفكار جديدة فهذا صعب جدًا و لا يتقبله أي عقب واعي و واقعي، فمتطلبات و أجواء وتقنيات هذا القرن يجعل تلكَ المهمة شبه مستحيلة، لكن الهمّـة في كل شخص منــّا -وهنا أعني الجميع- أن تكون لدينا مقاومة وطبقة تصفي و تنقي ما نستقبه من ثقافات أخرى، لنأخذ القليل الجيّـد الذ يدفعنا و حضارتنا للأمام.** أعاننا الله و جعل فينا الهمّـة لتغيير أنفسنا و غيرنا / و جعلنا ممن يتمسكون بدينهم كالقابضين على الجمر الذين ذكرهم نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم.
*** أسافر بعد غدٍ بإذن الله، فلدينا إجازة أسبوع من الجامعة بعد امتحانات المنتصف
أرجو أن تكون السفرة ممتعة و مفيدة لأعود من جديد إلى الدراسة بعد ترتيب بعض الأولويات، فهناك الكثير من الأمور أود تغييرها و إعادة جدولتها في حياتي، لكني أتناسى فعل ذلك في خضم الزحام اليومي أثناء الدراسة !
لكني أخشى ألا أفعل ذلك هذا الأسبوع أيضًا، ذلك أنه لدينا بعض الواجبات الجامعية بالإضافة إلى اشتياقي لحكايا السفر و تلكمُ الوجوه ...
على كلٍ .. أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه و دعواتكم نحتاجها
:)