.๑. My SMS .๑.
"و لتبدأ مغامرة الحياة . . "

4.1.08

الأرض التي احتضنتني حيناً ..



شيءٌ يدمي القلب
حينما تحتضنكَ أرضٌ ما يوماً ..
وتهِبُ لكِ عطاءً بلا حدود
حينما تكون تلكَ الأرض.. خصبة
توفر لكِ ما تحتاجين
لتثمري أزهاراً لا تعرف إلا لغة الربيع..
حينما تمتزجين مع روح تلكَ الأرض ..
وتمنحينها أنتِ ما طَلَبَتْه أو تأَمّلته منكِ يوماً ..

وحين ترين ابتسامتها العذبة على وجنتيها
فخورةٌ بكِ وما حققتِ لنفسكِ ولها ..
تئنُّ في الوقتِ نفسه؛ لأنكِ ستتركينها .. مودعةُ
لا.. ليسَ كَكُلِّ يوم..
بل وداعٌ آخر
وداعٌ يتطلب الرحيل إلى أرض أخرى غيرها
غير تلكَ التي احتضنتكِ يوماً و رَوَتكِ بأمطارها
لتظهري من تلك الشرنقة التي كنتِ فيها
بعد أن هيَّأتكِ هي ...

فتحلقين أنتِ بابتسامةٍ تخفي ما في القلبِ من لوعة // ..
فالرحيل هنا ليس باختيارنا !
تحلقين إلى فضاءاتٍ أرحب
و عوالمَ أوسع
و أماكنَ أخرى .. تحتضنُكِ
و تبدأ الرحلة .. مرة أخرى من جديد ..
و تبدأ تلكَ الأرض رحلةَ العطاء مرة أخرى // ..
لمن وعدها بالإثمار.

***********

حينما تعودين إليها بعد زمن
في نظركِ أنه طويلٌ طويل
تفرحين .. تطيرين بخفّة ..
تنتشلكِ النّشوةُ بعيداً عن الأرض //..
أو هكذا تظنين على الأقل لبرهةٍ من الزمن ..
تتأملين أرضكِ التي احتضنتكِ يوما ما بدفء
تتأملين رؤيتها و رؤية ما تحتضن من أرواح
يسكنون أضلعَكِ و خلايا قلبكِ ..
,
,


فجأة .. وأنتِ تمشين عليها .. بعد أن وصلتِ ..
تشعرينَ بغربة قاسية ربما أو مؤلمة..
لأن هناكَ شيءٌ ما غير موجود // ..
أو بالأحرى أشياء كثيرة غائبة ..

ربما هناكَ معالم..
ولكن تلكَ الهالة المضيئة التي كانت حولها .. بدأت تخبو // ..
لم تكن كسابقِ عهدها .. !

حتى رائحتها العطرة التي كنتِ تستمعينَ بها
صباحَ كل الأيام الموعودة بالأمل ..
بدأت تختلط بروائح غريبة.. قادمة من بيئة أخرى//..
ربما حملوها معهم ..
نعم .. هم ..
لأن تلكَ الأرض لم تتآلف معهم

حتى زواياها التي كانت تُخَبِّئ أسرارنا .. باتت مختلفة
ممراتها التي كانت تردد صدى ضحكاتنا وأحاديثنا .. بدت صامتة

حتى تلك الأرواح التي فيها .. اختلف بعضها كثيراً

أهو الزمن كفيلٌ بفعل ذلك .. ؟ّ
أم هناكَ أمورٌ أخرى أخفَتْ .. أو أزالت تلكَ الأشياء الجميلة ؟

,
,


تخرجين من تلكَ الأرض بابتسامةٍ كما دخلتيها ..
ولكن // ..
في القلبِ موضعٌ مؤلم .. يئن ويبكي بصمتْ !

تخرجين منها //.. وتعدينها بلقاءٍ آخـر ..
على أمل أن ترجعَ
(تلكَ الأرض المعطاءة الخصبة التي تحتضن من يستحق)
من جديد.



1/11/ 2007م
8:41 مساءً

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لست أدري إن كنت تقصدين ما خطر ببالي أم لا..
لكنني وجدتني أقول: "كما شعرت أنا عندما زرت المدرسة"!!

هكذا هي الحياة..
لا أهلها مخلدون.. حياةً أو بقاءً..
ولا أرضها تبقى كما هي.. بروائحها و احتضاناتها...

طبتِ وطاب مساؤكِ ~