.๑. My SMS .๑.
"و لتبدأ مغامرة الحياة . . "

1.3.09

ثلاثية غرناطة



جلستُ بالأمس القريب قبيل المغرب أستكمل قراءة رواية ثلاثية غرناطة، جلستُ أقرؤها بشكل متواصل لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة دون أن أشعر بنفسي و بالوقت. أبكتني كما لم أبكِ لرواية أخرى. موجعة كما لو أن أحدهم وضع ذرات ملح على جرح حي.


تنقسم الرواية إلى ثلاث روايات أخرى تتصل إحداهما بالأخرى، و هي: غرناطة، مَرْيَمَة، والرحيل، لتحكي حكاية مؤلمة عن المسلمين الذي كانوا في الأندلس، و بالأخص في غرناطة.

تتخذ الروائية المصرية "رضوى عاشور" من عائلة أبو جعفر الوراق محورًا لروايتها، و التي تعيش في غرناطة في زمنٍ شهد تحولا كبيرًا بانتهاء حكم المسلمين فيها و بدء حكم فرديناند و زوجته إيزابيلا، حاكما أراغون و قشتالة، و من يأتي بعدهما.
نتلمس من قراءة الرواية حالة القسر و التهجير و التعذيب التي عاشها المسلمون هناك في تلك الفترة، فالمسلمون يجب أن يتنصروا، وأسماءهم العربية يجب أن تُغيَّر إلى أخرى بلغة القشتاليين، و محرَّم عليهم ارتداء الملابس العربية، و على النساء التخلص من غطاء الرأس. حتى أنهم لم يجدوا الحرية الكافية للتصرف في ممتلكاتهم و أموالهم، إلى جانب مصادرة المخطوطات و الكتب و إحراقها، و إلا فالعقوبة الشديدة تنتظر المُخالِف. و وصلت درجة تخلفهم إلى إغلاق الحمامات العامة بحجة أنها قد تضر بالصحة !


حقائق و أحداث حقيقية تبدو جلية بين سطور الرواية، التي تسرد في زمن يقدر بمائة عام، من خلال سرد قصة عائلة أبو جعفر عبر أجيال مختلفة. رواية صعبة بالقدر الذي حافظ فيه بعض الأهالي على تقاليد أديانهم و معتقداتهم بخفاء لئلا يُضطهدوا. رواية مضحكة في جوانب معينة بأفعال مرْيَمَة صاحبة البديهة التي تلطف أجواء المكان. رواية مؤلمة بقرار إجبار الكثيرين على الرحيل عن أرض مولدهم. رواية تسكن فيها الأرض و الحب و الرحيل و الألم و البُعد و الفرح و روائح المكان المميزة كالمشمش و الخزامى والتين.

رائع قدرة الكاتبة على الوصف الدقيق للمكان و ما فيه من تفاصيل كالأشجار و روائحها النفاذة، وكذلك وصفها للشخصيات و مشاعرها و إيماءاتها بدقة تختلف من موقف لآخر، ليكمل كلٌ من الإنسان وتفاصيل المكان إثبات وجوده في الأرض. ولهذا السبب تتوغل الرواية بداخلك و كأنكَ تعيش معهم في زمنهم، و تستشعر ما يحل بهم.

تنتهي الرواية بحدث مهم لأحد أبطالها، و هو قراره بالبقاء في الأرض التي عاش بها رغم قرار الترحيل، فالموت –كما قال- في البُعد عنها وليس في البقاء فيها. فالبقاء في الأرض تصبح بطولة في هذه الرواية.

رواية تستحق أن تُقرَأ لنعرف ما قد حدث في ذاك الزمان، رغم تحفظي على بعض الأحداث و التفاصيل.



* عبارة لمَرْيَمة، أعجبتني فدونتها: " لكل شيء ثمن، و كلما كان المطلوب عزيزًا غاليًا ارتفع ثمنه وظل رغم ذلك زهيدًا ... مرادنا غالٍ يا ولدي و لكل شيء ثمنه.. ".



** الرواية حائزة على جائزة أحسن كتاب في مجال الرواية لعام 1994م من معرض القاهرة الدولي للكتاب، و الجائزة الأولى للمعرض الأول لكتاب المرأة العربية في نوفمبر 1995م.
،
،
*** بحثتُ كثيرًا عن نسخة إلكترونية لأضعها لكم، و الحمدلله وجدته :)
يمكنكم التحميل من إحدى الروابط التالية:
،
في نهاية الأسبوع المقبل لدي عرض بحث أقوم به حاليًا، وهو عن محاكم التفتيش في اسبانيا
دعواتكم أحتاجها .. بشدة.
،
،

هناك 3 تعليقات:

أنـــين يقول...

بشوق لقراءة القصة.. أثرتي فضولي لمعرفة بعض الحقائق وتلمسها..

ولكني سأنتظر الكتاب منكِ فللكتاب متعة أخرى *_^


سأنتظرك..

cute.lavender يقول...

صباحكِ مشبع بحب الوطن..

تعرفين أنه ليس لي...
سأستعيره من صاحبته، و إن لم يكن فعليكِ بالنسخة الإلكترونية ^^


سعيدة بمروركِ غاليتي ،،

غير معرف يقول...

آه منك إذا ما وصفتِ كتاباً أعجبك!
تثيرين فيّ فضولاً لا يهدأ حتى أقرأه..
شوقتني بحق لقراءة الرواية =)
لكن أتعلمين
أواجه مشكلة في تحميل الكتاب ولا أعرف لم!
سأبحث عنه في المكتبات..
يجب أن أقرأه ^^

شكرا عزيزتي 3>