.๑. My SMS .๑.
"و لتبدأ مغامرة الحياة . . "

10.10.09




أخذت اليوم كتاب أوراق الورد من مكتبتي و جلست أتصفحها عصرًا وأقرأ بعض ما جاء في الكتاب. استوقفتني عبارة جميلة كتبها الرافعي، يقول: " قالت له: إذا كنتَ تريدني سماء تستوحيها و تستنزل منها ملائكة معانيك، فلماذا تستكثر عليّ أن يكون لي مع أنواري سحابٌ و ظلمةٌ ورعدٌ و برق؟ "



أعدت قراءتها مرتين، و في كل مرة أهز رأسي موافقة ً رأي الكاتب. أحيانا نَغضَب من أشخاص معينين بسبب بضع صفات لا تعجبنا فيهم، أو نراها فيهم عيبًا عليهم أن يتخلصوا منه فورًا، لأنهم بكل بساطة يزعجوننا بحماقاتهم !

بعضهم في هذه الحالة ينسى كل ما لدى هذا الشخص من صفات حسنة وأخلاق حميدة، فتكون تلكَ الصفة المزعجة هي بؤرة الاهتمام و البقية متناسية ! ليس علينا ذلك، فكلٌ منّا يحمل صفات قد لا تكون جيدة أو حسنة، لكن لا نرى العيب إلا في الآخرين و نضايقهم بذلك فجأة ونُشعِرهم بتصرفاتنا الغير لائقة و كأننا خُلِقنا بلا سلبيات تحتويها شخصياتنا.

علينا أن نتقبل الآخرين كما نتقبل ذواتنا. فقط لنستشعر بعض الود بيننا وبينهم، أو على الأقل لنُبعِد مشاعر الكره، حتى نستطيع تقبلهم و من ثم تقبل أخطائهم. و لنصبر عليهم، فهم إن ضايقونا في جانب معيّن قد يكون لهم الفضل علينا في جوانب أخرى كثيرة نغفل عنها. و من المهم أنه حينما يصدر منهم فعل نبغضه و لا نستسيغه، ندع القلب يكره الفعل فقط لا الشخص نفسه و ذلك حتى لا نوسع دائرة الكره و البغض لينتشر على نطاق أوسع لاحقـًا. و إن نحن كرهنا ذات الشخص فمستقبلا حينما يصدر منه أفعال جميلة نراها نحن غير الواقع، ولا نشعر بحجم ما بذلوه من جهد، بل قد لا نتقبلها منهم؛ ذلك أننا وضعناهم في الجانب الغير مشرق من ذاكرتنا.

فقط نحتاج إلى أن نبسّط الأمور، و أن لا نحمل بقلوبنا على ذوات الناس.
بالممارسة نستطيع أن نصل للدرجة التي نريد إن كنا مؤمنين بالفكرة :)


اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني


دمتم أنقياء الجوهـر ~

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

تدوينة رائعة ما شاء الله
حقاً إننا كذلك
وكم أبغض هذا الأمر واكره الاعتراف به في كثير من الأحيان، حتى بيني وبين نفسي
لكن لا مجال لخداعها =)

لكن
كيف تكون الممارسة؟
هل أذكر نفسي بالأمور المذكورة في الأعلى وحسب؟

cute.lavender يقول...

صباح الخير

دائما قبل كل شيء الإيمان بالفكرة و أهميتها مهمة جدًا، فكيف نعمل بها دون اقتناع !

تذكرت بعد قراءتي لتعليقكم مقولة جميلة للسيد قطب -رحمه الله- لا زلت أحتفظ بها في مستند إلكتروني، قد تكون طويلة بعض الشيء، لكن رائعة في فكرتها و مضمونها، يقول فيها:

"حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً، أو أطيب منهم قلباً، أو أرحب منهم نفساً، أو أذكى منهم عقلاً، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً... لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة.

إن العظمة الحقيقية أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع.

إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية، أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقأ، إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد: هو العظمة الحقيقية".

/

قد لا يتفق معي البعض بارتباط فكرة هذه المقولة مع مقولة الرافعي، لكني أرى أن بها أوجها مرتبطة ولو كانت غير مباشرة.



ببساطة نحتويهم بكل ما تحتضنه شخصياتهم... ونحاول في الوقت نفسه تغيير ما بهم من سلبيات ..

ليس بالضرورة العمل بما ذكرته، خاصة إن لك يكن عامل الاقتناع موجودًا ..

شكرًا لمروركم =)