.๑. My SMS .๑.
"و لتبدأ مغامرة الحياة . . "

21.2.08

21 فبراير // اليوم العالمي للغة العربية

من قراءاتي
رواية بلدي – لـ رسول حمزاتوف




يقال إنه لم يكن في اللغة الآفارية في الماضي، الماضي البعيد جداً، سوى عدد قليل من الكلمات. فمفاهيم كالحرية، والحياة، والشجاعة، والصداقة، والخير كان يعبر عنها بكلمة واحدة أو بكلمات متشابهة جداً من حيث لفظها ومعناها.
ليقل الآخرون إن لغة شعبنا فقيرة. أما أنا فأستطيع أن أقول بلغتي كل ما أريده، ولستُ في حاجة إلى لغة أخرى كي أعبر عن أفكاري ومشاعري.




**********



كان أبو طالب ذات مرة في موسكو. وفي الشارع اضطر لسبب ما أن صادف إنكليزياً. ليس في الأمر عجيب، فالأجانب ليسوا قليلين في شوارع موسكو.
لم يفهم الإنكليزي أبا طالب، فأخذ يستفسر منه بالإنكليزية أولاً، ثم بالفرنسية، وبعدها بالإسبانية، وربما بلغات أخرى غيرها.
وحاول أبو طالب من جهته أن يتفاهم مع الإنكليزي بالروسية أولاً، ثم باللاكية، فالآفارية، فالليزغينية فالدرغينية فالكومية.
وافترق المتحدثان دون أن يفهم أحدهما الآخر.

أحد الداغستانيين المثقفين جداً جداً، وكان يعرف كلمتين ونصف بالإنكليزية، قال لأبي طالب بعد هذا:
- هل رأيت قيمة الثقافة؟ لو كنت أكثر ثقافة لاستعطت أن تتحدث إلى الإنكليزي، أتفهم ؟
وأجاب أبو طالب:
- أفهم، ولكن لماذا يجب أن يحسب الإنكليزي نفسه أكثر ثقافة مني، فهو بدوره لم يكن يعرف أية لغة من اللغات التي حاولت أن أكلمه بها؟
لغات الشعوب بالنسبة لي، كالنجوم في السماء. أنا لا أود أن تذوب النجوم كلها في نجم واحد ضخم يغطي نصف السماء. الشمس كفيلة بذلك. لكن لتدع النجوم تتلألأ هي الأخرى، ولتكن لكل إنسان نجمة.



أنا أحب نجمي – لغتي الآفارية الأم. وأنا أصدق الجيولوجيين الذين يقولون إنه قد يوجد في الجبل الصغير ذهب كثير.




**********



ملخص لحكاية وردت في الرواية..

يقول الكاتب أنه التقى في باريس رسام داغستاني ترك بلاده منذ فترة طويلة وتزوج بإيطالية، وقد كان الحنين إلى الوطن ملأ قلب الرسام لكنه لم يستطع العودة...
فلما رجع الكاتب من باريس التقى بأقارب الرسام، ورغم حزنهم لأنه ترك بلده، إلا أنهم غفروا له وفرحوا لأنه لازال حياً ..

ثم سألت أمه الكاتب فجأة:
- هل تحدثتما بالآفارية؟
- كلا. تحدثنا بوساطة مترجم. كنت أتكلم أنا بالروسية، وابنك بالفرنسية.
غطت الأم وجهها بطرحة سوداء كما تفعل النساء حين يسمعن بموت ابنهن.
وبعد صمت طويل قالت الأم:
- أنتَ مخطئ يا رسول. لقد مات ابني منذ زمن بعيد. هذا لم يكن ابني. فابني لم يكن ليستطيع أن ينسى اللغة التي علمته إياها، أنا أمه الآفارية.



.

.

.




أكاد أجزم أن لو كان هذا الكاتب عربياً، لفاق في وصف لغة الضاد مرات ومرات أكثر مما كتبه عن لغته الآفارية في "بلدي"

ولكن ... أين نجد في هذا الزمان مثل "رسول حمزاتوف".. ؟!

من يمتلك منا في قلبه حب التغني بلغته الأم العربية ؟!

من منّـا يشفيه لغته حين يسمعها فينتعش من وقعها لا من الطبيب، كما يقول حمزاتوف في شعره..




؟
؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لا عزة لأمة تركت لغتها


و لا تعليق

!
!
!